بحث هذه المدونة الإلكترونية

ماذا يعني إنتمائي لجماعة الإخوان المسلمين ؟

من نعم الله علينا أن رزقنا بجماعة الإخوان المسلمين، تلك الجماعة التي أسسها الإمام البنا عليه رحمة الله تعالى عام 1928 م، وكل فرد انتمى إلى تلك الجماعة المباركة يجب عليه أولاً الالتزام بمبادئ دعوة الإخوان، وثانيًا العمل داخل الصف بثقة تامة، والقيام بالواجبات، ومن ثمَّ لا بد لكل فرد أن يفهم ماذا يعني انتماؤه للجماعة؟
ومن أفضل ما كتب في هذا المجال كتاب “ماذا يعني انتمائي للدعوة” ؟ للأستاذ محمد عبده.
فهيا نغوص في اعماقه
أولاً: أن أكون ملمًّا بالظروف التي نشأت فيها دعوتي:
 ساد الاحتلال معظم الدول العربية والإسلامية، وزاد الصراع الفكري، والفتنة بالغرب في الوقت الذي كان المسلمون يتخبطون في جهل مظلم، وتأثرت الشعوب بالغرب مما دعا المفكرين إلى أن يدعوا إلى العري والانحلال، كذلك زادت الحملات التبشيرية، وبخاصة على مصر بقيادة القس زويمر الذي تجرأ على توزيع المنشورات داخل الأزهر الشريف، وساعده في ذلك الإنجليز، وازدادت الفاحشة وانتشر الفقر وانتهى الحال بسقوط الخلافة الإسلامية عام 1924م.

كل هذا جعل جذوة الغيرة على الإسلام تنتفض في قلب الإمام الشهيد حسن البنا عليه رحمة الله، فكان لا بد من العمل، فاتجه للمقاهي، والزوايا الصغيرة يخطب فيهم دقائق معدودة، فبلغ التأثير مداه عند ستة من العمال، والحرفيين اجتمعوا عند الإمام البنا، وجلسوا يتحدثون، وفي صوتهم قوة، وفي عيونهم بريق وعلى وجوههم سنا الإيمان والعزم وهؤلاء هم:
 1- عبد الرحمن حسب الله (سائق).
2- حافظ عبد الحميد (نجار).
3- زكي المغربي (عجلاتي).
4- أحمد الحصري (حلاق).
5- إسماعيل عز (جنايني).
6- فؤاد إبراهيم (جنايني).

وانتهى اللقاء المفعم بالحب بتشكيل النواة الأولى للإخوان المسلمين عام 1928م. واستأجروا غرفةً متواضعةً في مكتب الشيخ علي بشارع فاروق، وأطلقوا عليه اسم "مدرسة التهذيب للإخوان المسلمين"، وانطلقت الدعوة تشق طريقها للنور.

ثانيًا: أن أتعرف على أي عقيدة تنبني دعوتي؟

لقد اختار الإمام البنا عقيدة الإسلام الذي ارتضاه الله للمسلمين دينًا ليقيم عليها دعوته، والفكر الإخواني الذي أسسه الإمام البنا فكر إسلامي مستنير يرتكز على الإسلام، ومنه يستمد عقيدته، وله يجاهد الإخوان، وفي سبيل إعلاء كلمته يعملون.

فإن عقيدة الإسلام هي منطلق دعوة الإخوان، ونادى الإمام البنا المسلمين للعودة إلى المصدرين الأساسيين؛ وهما القرآن، والسنة المطهرة، والتأكيد على شمولية الإسلام بمعناه الواسع. والإخوان المسلمون دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وشركة اقتصادية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وفكرة اجتماعية.

وإسلام الإخوان ليس معناه أن لهم إسلامًا غير الذي نزل به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، ولكننا فهمنا الإسلام بمعناه الصحيح الشامل المتكامل.

ثالثًا: أن أكون مقتنعًا بالغاية والهدف والوسيلة في دعوتي:

غاية المسلم كما حددها القرآن ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56)﴾ (الذاريات)، ويعرف طريقه ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي﴾ (يوسف: من الآية 108).
   
فغاية الإخوان المسلمين هي رضى الله تبارك وتعالى فشعارنا "الله غايتنا".

وأما الأهداف فهناك أهداف خاصة وعامة، فالأهداف الخاصة فردية على مستوى الفرد وهي: إصلاح نفسه- قوي الجسم- متين الخلق- مثقف الفكر- قادرًا على الكسب- سليم العقيدة- صحيح العبادة- مجاهدًا لنفسه- حريصًا على وقته- منظمًا في شئونه- نافعًا لغيره.

ثم يأتي الهدف الثاني وهو البيت المسلم ثم الأسرة المسلمة ثم المجتمع المسلم المترابط.

والأهداف العامة الجماعية: تنحصر في تكوين جيل جديد من المؤمنين بتعاليم الإسلام الصحيح يعمل على صبغ الأمة بالصبغة الإسلامية الكاملة في كل مظاهر الحياة.

ومن ناحية وسائل الدعوة:
تقوم وسائل الدعوة على أركان هامة وأسس متينة:
1- المنهاج الصحيح: وجده الإخوان في كتاب الله وسنة رسوله وأحكام الإسلام.
2- العاملون المؤمنون: بتطبيق ما فهموه من دين الله.
3- القيادة الحازمة: وجدها الإخوان وهم لها مطيعون وتحت لوائها يعملون.

ومن الوسائل العامة للدعوة:
أ- الإيمان العميق. ب- التكوين الدقيق. ج- العمل المتواصل.

رابعًا: أن أكون محيطًا بمنهج الدعوة ولوائحها وقوانينها:

منهج الدعوة للإخوان هو منهج الإسلام بمفهومه الشامل الواسع وهو منطلق الدعوة في تحديد خططها وبرامجها ومشاريعها الإصلاحية.

وصاحب الدعوة لا بد أن يعلم أن منهج الإسلام الذي اتخذته الدعوة منهجًا لها هو أصح المناهج على الإطلاق.

والدعوة لا يكون لها استقرار بدون التقيد بمبادئها ولوائحها، وليعلم كل فرد في الصف أن التزامه بنظم الجماعة ولوائحها أمر أساسي لحسن سير العمل لتحقيق الأهداف، وأن وفاءه بما يعطيه من عهد وبيعة يعتبر طاعةً لله وتعبدًا لله.

وذات مرة عرض على الهيئة التأسيسية للإخوان فصل خمسة من أعضائها، وصدر القرار بالفصل، فقال الأستاذ حسن الهضيبي: إنهم لم يفصلوا لطعن في دينهم، فقد يكونون خيرًا منا، ولكن للجماعة نظمًا وقوانين يجب أن تراعى، وأن تنفذ، وقد خالفوها، ففصلوا حتى يأخذ الصف استقراره واستقامته.

خامسًا: أن أكون ملتزمًا بموقف دعوتي من غيرها من الدعوات الأخرى:

 موقف الإخوان من الأفكار الأخرى هو نفس موقف الإسلام منها، والإخوان أشد الناس حرصًا على خير وطنهم وتفانيًا في خدمة قومهم، وهم يتمنون لهذه البلاد كل عزٍّ وتقدم ومجد. ويحترمون قوميتهم باعتبارها الأساس الأول للنهوض المنشود.

مؤهلات واستعدادات يجب على صاحب الدعوة تحقيقها:
1- الإيمان العميق.
2- الإرادة القوية.
3- الجدية وعلو الهمة.
4- القدوة الحسنة.
5- اللين والإلف.
6- السرية والكتمان.
7- الوفاء الثابت.
8- التضحية العزيزة.
9- الحرص على الوقت.
10- منظم في شئونه.

واجبات عملية ينبغي لصاحب الدعوة ألا يفرط فيها
إن ميدان القول غير ميدان الخيال، وميدان العمل غير ميدان القول، وميدان الجهاد غير ميدان العمل، وميدان الجهاد الحق غير ميدان الجهاد الخاطئ.

أولاً: أن أكون فردًا ايجابيًّا داخل دعوتي:
1- طاعة الله ورسوله.
2- حب الناس والخوف عليهم من النار.
3- أداء واجب الدعوة والهروب من إثم التقصير.
4- الطمع في الأجر والثواب.
5- الإعذار إلى الله.
6- النهوض والتحدي لأهل الباطل.
7- التفاعل مع أحداث العالم الإسلامي.

ثانيًا: أن أكون مستعدًا لأداء الواجب المالي تجاه دعوتي:
أعباء وأعمال وأنشطة الدعوة من أعمال الجهاد وقد تكون في حاجة إلى المال أكثر من الرجال فمن علامات الانتماء الصادق البذل والعطاء، ومن عجز عن الجهاد ببدنه، وقدر على الجهاد بماله، وجب عليه الجهاد بماله. ولا جهاد بغير تضحية وصاحب الدعوة يجب أن يكون معطاء.

ثالثًا: أن أكون ملتزمًا باختيارات الجماعة الفقهية:
من خالف الجماعة بوجه فقهي معتبر أو أخذ به فلا إثم عليه. أما من هم جنود فيها وبايعوا قادتها فواجب عليهم الالتزام والسمع والطاعة، وأما المسائل الفقهية التعبدية المختلف فيها فليس للجماعة أن تتدخل فيها.

رابعًا: أن ألتزم بالوسائل التربوية التي وضعتها الدعوة لتكويني:
ومن أهم الوسائل الأساسية الأسرة والكتائب: فهي الأساس في التربية للفرد داخل الجماعة، وهي سر صمود الدعوة، ويجب على كل فرد في الأسرة أداء الواجبات، وتحقيق أركانها المتمثلة في التعارف والتفاهم والتكافل.

خامسًا: الثقة واحترام القيادة في أي من مواقع المسئولية:
إن التشكيك في قرارات القادة والمسئولين عن الدعوة هي من ضعف الانتماء، فلو صدق الانتماء لحسن ظننا بإخواننا وقويت الرابطة بيننا، ويقول الإمام البنا تحت ركن الثقة: وأريد بالثقة اطمئنان الجندي إلى القائد، في كفاءته وإخلاصه، اطمئنانًا عميقًا ينتج عن الحب، والتقدير، والاحترام، والطاعة.

سادسًا: أداء واجبات الأخوة:
والأخوة أن ترتبط القلوب، والأرواح برباط العقيدة، والعقيدة أوثق الروابط، وأغلاها، والأخوة أخت الإيمان والتفرق أخو الكفر، وأول القوة قوة الوحدة، ولا وحدة بغير حب، وأقل الحب سلامة الصدر، وأعلاه مرتبة الإيثار، والأخ الصادق يرى إخوانه أولى بنفسه من نفسه.

سابعًا: المشاركة والتواجد في الأنشطة الجماعية العامة.
ثامنًا: متابعة أخبار الدعوة قراءةً وسماعًا، داخليًّا وخارجيًّا.

محاذير وعقبات يجب على صاحب الدعوة ألا يعرض لها
1- تجنب إثارة الخلافات والفرقة.
2- نبذ الجيوب الضرارية.
3- الاعتداد بالرأي والتمسك به.
4- الجدل والمراء.
5- تقديم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة.
6- الاعتذار المتكرر عن حضور اللقاءات الدورية اللازمة للفكرة.
7- التطلع للقيادة والثقة الزائدة بالنفس.
8- عدم وضوح الرؤية.
أسأل الله العلى القدير أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم

نقلا من موقع اخوان اون لاين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق