بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 8 أغسطس 2011

مواقف تربوية : صابونة الإخوان المسلمين



صابونة العالم العالم وريث النبوة / أبو الحمد ربيع ( رحمه الله )
في الثمانينات كنت من بين الطلاب الذين انعم الله عليهم بزيارة الشيخ أبو الحمد ربيع رحمه الله في منزله بسوهاج، وكنت حينها وإلى الآن ممن يأكلون وينامون بإخلاص، فكان رحمه الله يحرص على أن يخدمنا بنفسه فكان يصب الماء على أيدينا بعد الأكل ، وكان دوري متأخراً في غسل اليدين للسبب الذي ذكرته أنفاً ، فتناولت الصابونة  لأغسل يدي ولكن شاءت أقدار الله أن تقع الصابونة في طست الغسيل فتأففت أن أتناولها من الطست ، ولكن ما أدهشني حينها أن هذا العالم الرباني رحمه الله أدخل يده داخل الطست وأخرج الصابونة دون تأففٍ أو تعليق، ولكن كان لهذا الموقف أثره علي نفسي فقررت حينها أن أكون ضمن هذه القافلة  ، متمنياً من الله أن يكون أبناء هذه القافلة المخلصين لدعوتهم قدوة لغيرهم ، فيكونوا أداة جذبٍ لا أداة تنفير



وأترككم مع بعضٍ من مناقب العالم العامل وريث النبوة الشيخ أبو الحمد ربيع ( رحمه الله  )
أخوكم / خالد عبد الله ( أبو عمرو )

نقلاً عن أحد تلامذته  الأستاذ / عبد الواحد محمد علي ( شفاه الله وعافاه  )
  في مقال له بعنوان  ذهب الذين يُعاش في أكنافهم
يقول فيها :
-        حدثني بعض الإخوان ممن عايشوا الشيخ في سجنه أنهم استعدوا أكثر من مرة لصلاة الجنازة عليه لاعتقادهم أنه مات من شدة التعذيب ورأيت بنفسي الآثار على ساقيه التي تبدو وكأنها سُلخت بالكامل وعرفت من غيره أنها من آثار السياط ونهش الكلاب، وبالرغم من 30 سنة صحبة إلا أنه مات محتفظًا بالاحتساب العظيم، فلم ينطق لنا بكلمة واحدة عما حدث.

-        لقد فقه الشيخ دعوته في كل قضاياها الكلية والفرعية، فانظر حينما تصطدم رغبات الشرطة مع ما نريد في صلاة العيد مثلاً أو مظاهرات الطلاب، فكان ينهر المتحمسين منَّا ويقول "أُفضل ألا يُعمل من هذا شيء ولا تحزن أم على ابنها ليلةً في قسم شرطة"، عندها نفهم ما علمنا من حديث رسول الله أن من أقرب القربات إلى الله إدخال السرور على نفس المؤمن مع العلم أنه كان يقدر الأمور بقدرها.

-        دخل علينا في العزاء رجل يحمله مجموعة من الشباب على كرسي متحرك، فأسرعت إليه فوجدته الحاج على الحداد- تاجر البقالة، تجاوز الثمانين، مبتور الساق، ضعيف جدًا، وجزء من رجله الثانية، ويعجز عن أي حركة على قدميه- أصرَّ على المجيء دون علم أولاده من مسافة 30 كم هو وكرسيه أكثر من مواصلة، وبعد أن أبكى من حوله، قال أحد الحاضرين: الحب يعمل كثيرًا.. نعم إنه الحب.

-        جلس بجواري رجل من عامة الناس من قرية تبعد عن قريتنا خمسة عشر كيلو مترًا يقول لآخر بجواره: "كأنى أول مرة يموت لي أحد"!!

-        اتصل بي أحد تلاميذه من خارج مصر في طريقنا بالشيخ من القاهرة إلى سوهاج فقال: "أبويا مات يا عبد الواحد"، وأنا أعلم أن والده حي، ولكني أدركت مقصوده! إننا أمام ظاهرة في عالم الرجال عجيبة.

-        ويضيق المجال عن ذكر مآثر ومناقب الشيخ مع كل من عرفه وعايشه خارج بيته، فماذا إذن داخل البيت؟

-        حكت لي زوجتى حين دخلتْ مع الأخوات يعزين الحاجة أم مؤمن زوج الشيخ، استقبلتهن قائلة: تفضلوا يا ستات، أبو لسان حلو مات، عمره ما قال كلمة تزعل، شدوا حيلكم، خلِّفو أبو الحمد تاني..".

-        يا سلام خمسين سنة ولا غلطة واحدة "خيركم خيركم لأهله"، إنه رجل سكن القرآن قلبه فامتلأ القلب حكمة وعدلاً وحياء، والألسنة مغارف القلوب فمن أين يأتي اللسان بعيب ينطق؟
قالت لي الحاجة أم مؤمن حين دخلت أعزيها: "يا عبد الواحد.. الإخوان هم أحبابنا وأهلنا وعائلتنا إياكم تقطعونا بعد موت الشيخ"!

-        إنه الولاء في أوضح صورة تنطق به سيدة لم تدرسه في الجامعات، لكنها تربت في جامعة الشيخ أبو الحمد، وعزاؤنا أيها الإخوان أنها دعوة الله يختار لها رجالها ويربي لها جنودها، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وعهدٌ يا شيخنا أننا على الدرب سائرون باذن الله.

-        اللهم ارحم شيخنا رحمة تليق بكرمك وحبك لأوليائك، وأجزل له العطاء حتى يرضى، وارزقه صحبة حبيبنا وحبيبك محمد-صلى الله عليه وسلم- واستجب دعاءه لنا ولكافة المسلمين، واجعلنا أهلاً للاقتداء به فيما ترضى، واجمعنا به في الفردوس الأعلى، ولك الحمد حتى ترضى يا رب العالمين.
أبو الحمد ربيع في سطور  
-        وُلد عام 1934م في قرية الشواولة- مركز المنشاه- محافظة سوهاج.

-        حفظ القرآن في سن صغيرة، والتحق بالمعهد الأزهري الابتدائي الثانوي.

-        التحق بكلية اللغة العربية بالقاهرة، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس، وتمَّ تعيينه مدرسًا بالمعاهد الأزهرية 1961م، وتدرج في وظائف الأزهر الشريف حتى شغل منصب (مدير عام منطقة سوهاج الأزهرية).

-        كان مسئولاً عن المكتب الإداري لـ(لإخوان المسلمون) بسوهاج، ثم شَغَلَ موقع (عضو مكتب الإرشاد).

-        اعتُقل عام 1965م، وحُكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات، واعتُقل مرة أخرى ولم يفرج عنه إلا عام 1971م.

-        تمَّ القبض عليه مرةً أخرى عام 1992م في القضية المعروفة باسم قضية (سلسبيل).

-        كان عضوًا في (جمعية الصحابة) في سوهاج، وهي جمعية تهتم بالأنشطة التربوية والاجتماعية والثقافية.

-        وأعير إلى الجزائر عام 1974م حتى عام 1979م للقيام بنشاطٍ دعويٍّ.

-        سافر إلى أمريكا عام 1989م للقيام بأنشطة دعوية، ثم مُنِع من السفر في بعثة من الأزهر إلى أمريكا عام 1998م.

-        له سبعة أولاد، وستة عشر حفيدًا.
-        توفي مساء الأربعاء 20 / 10 / 2004


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق