بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

توضيح مفهوم الطاعة في كلمة الإمام البنا


توضيح مفهوم الطاعة في كلمة الإمام البنا


يقول الإمام البنا وأريد بالطاعة امتثال الأمر وإنفاذه توا في العسر واليسر والمنشط والمكره

فالطاعة امتثال الجندي أمر قائده وإنفاذه توا ، واتبعاه دون تجاوز ودون إبطاء أو تراخ في العسر واليسر : أي في كل حال لان حال الإنسان لا تخلو من هذين الاحتمالين العسر أو اليسر وفي كليهما يجب أن تكون الطاعة دون تعلل بعسر يقعد عنها أو يسر يلهي عنها

والمنشط : ما ينشط له الإنسان من عمل سهل عليه محبب إليه .

والمكره . ما يكرهه الإنسان من عمل أو ما يشق عليه ويضيق به .

الطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره مقيدة بشرطين هما


- ألا تكون الطاعة في معصية لله تعالى

- أن يكون الطائع مستطيعا لتنفيذ ما أمر به وقادرا على الامتثال للأمر أو الامتناع عن تنفيذه.

وروى البخاري ومسلم بسنديهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : كنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة يقول لنا : فيما استطعتم ،، وعليه فإنه لا ينفي الطاعة أو يمنعها إذا كان الآمر ظالما مادام لم يأمر بمعصية الله تعالى ،فقد روى مسلم بسنده عن أبي هنيدة وائل بن حجر رضي الله عنه ، قال : سأل سلمة بن يزيد الجعفي رضي الله عنه رسول الله صلى الله على الله عليه وسلم فقال يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا ؟ فأعرض عنهم ثم سأله فقال رسول الله صلى الله على الله عليه وسلم أسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم .

مراحل العمل في الدعوة كما حددها النص يقول الإمام البنا ومراحل الدعوة ثلاث :

التعريف : بنشر الفكرة العامة بين الناس ....

التكوين : باستخلاص العناصر الصالحة لحمل أعباء الجهاد وضم بعضها إلي بعض


التنفيذ : والدعوة في هذه المرحلة جهاد لا هوادة معه وعمل متواصل في سبيل لوصول إلي الغاية وامتحان وابتلاء لا يصبر عليه إلا الصادقون .....

مفهوم الطاعة في هذه المراحل .


لاشك أن مفهوم الطاعة يختلف من مرحلة إلى مرحلة تبعاً للعمل الذي يمارس داخل كل مرحلة وتبعاً لطبيعة المرحلة وإبعادها وتبعا للمدعوين ولإلقاء الضوء علي ذلك نقول

إذا كانت مرحلة التعريف تقوم علي التعريف بالإسلام وتقريب قضايا العقيدة والعبادة والخلق والتعامل مع الواقع الذي يعيشه المسلمون عموما فإن الطاعة في هذه المرحلة ليست طاعة تامة بقدر ما يلزم فيها احترام النظام و المبادئ العامة للجماعة وفي مرحلة التكوين فإن الطاعة عند المدعوين لها مفهوم أكثر خصوصية وأكثر دقة وأكثر في مجال التبعات وفي مجال العمل المتواصل الذي لا يتوقف فمن هذا المنطلق تكون الطاعة في هذه المرحلة طاعة تامة حيث إن نظام الدعوة في هذه المرحلة صوفي بحت من الناحية الروحية وعسكري بحت من الناحية العملية وشعار هاتين المرحلتين أمر وطاعة من غير تردد ولا مراجعة ولا شك ولا حرج فالطاعة في هذه المرحلة تامة ومشروطة بصفات أربع وهي : -



خلو الطاعة من التردد :-


فالمتردد هو الذي لا ينفذ الأمر في التو واللحظة أي فور سماعه للأمر وهذا لاشك قد يضيع المقصود من الأمر أو يضيع بعض المقصود من الأمر وتلك ابسط آفات التردد .

التردد في تنفيذ الأمر يتضمن دلالة عدم حب الجندي لقائدة وكذلك عدم احترام القائد

والتردد فيه تخاذل لحظي من المتردد وهذا التخاذل يتضمن عدم الثقة في القيادة والتردد ينطوي علي تعويق للعمل وتفويت لأي مصلحة تترتب علي التنفيذ الفوري .

خلو الطاعة من المراجعة :


■· والمراجعة في أي أمر تعني النظر فيه ومجادلة الأمر مع رغبة في أن يشاور المراجع الآمر فيما أمر أي أن يشاركه في إصدار الأمر وفي هذا من الفوضى ومن الإفتيات علي حق الآمر في الأمر .
■· والمراجعة تعني عدم الاقتناع به , وإعادة النظر في الأمر تعني أن الآمر لم يدرس ما أمر به و أن الأمر علي هذه الصورة غير جدير بالطاعة .
■· و المراجعة مثل التردد فهي تنفي الحب والاحترام للقائد .
■· والمراجعة قد تترك في نفس القائد إحساسا بتقاعس الجندي عن التنفيذ الفوري للأمر.
■· والمراجعة تتضمن جهل المراجع بخطوات اتخاذ الأمر وهي خطوات معروفة لا يحيد عنها جندي أو قائد إذا لابد وأن يكون الأمر قد سبقته دراسة وأخذت فيه الشورى وهذا الجهد يعني إن المراجع لم يحقق ركن الفهم وهو أول أركان البيعة .
خلو الطاعة من الشك :


والشاك كأنه يقول لنفسه عندما يصدر الأمر إليه :

■· لا أدري إن كان الأمر صحيحاً فأنفذه أو غير ذلك فأتوقف عن تنفيذه
■· والشك في الأمر كالمراجعة فيه والتردد في قبوله وكل ذلك يؤدي إلي عدم قبول الأمر علي وجه الفورية وفقدان الثقة والاحترام للقيادة .
خلو الطاعة من الحرج :


■· والحرج هو ضيق الصدر بالأمر وضده سعة الصدر بالأمر وتقبله ومن نفذ الأمر وهو ضيق الصدر به فإنه يفقد الانشراح للعمل ولذة السعادة بأدائه وهي لذة عميقة قوية لا يعرف مذاقها إلا الطائعون ومع الحرج الضيق لا تكن هناك طاعة .
■· و الحرج المصاحب للطاعة يعني أن الطائع ينفذ الأمر وهو منه في حرج أي أنه لو ترك لرغبته لآثر عدم التنفيذ ومن هذا ضياع الأجر علي الطاعة وما فيه ....
■· والطاعة المصحوبة بالحرج تعني أن الجندي ينفذ الأمر وهو محرج من الآمر أن يغضبه وفي هذا مراعاة المخلوق ونسيان مراعاة الخالق .
وفي مرحلة التنفيذ : أي مرحلة العمل المتشعب الأعباء بل مرحلة الامتحان والابتلاء تكون الطاعة أوجب من سابقتها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق